المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف حزب الله

رأي - حزب الله والتدمير الذاتي

صورة
  تصعيد المواجهة بين حزب الله وإسرائيل في صيف-خريف 2024 شكّل لحظة مفصلية في تاريخ الصراع بين الطرفين. بخلاف ما حدث في حرب تموز 2006, لم يتمكّن الحزب هذه المرة من فرض معادلة الردع التي طالما تباهى بها, بل وجد نفسه أمام خسائر بشرية وتنظيمية جسيمة, واهتزاز في صورته كقوة عسكرية "لا تُقهر". على الرغم من أنّ الكثير من التحليلات ربطت الفشل بعوامل عسكرية بحتة, مثل التفوق الجوي الإسرائيلي أو الدعم الغربي لتل أبيب, إلا أنّ هذا المقال ينطلق من فرضية مختلفة: إنّ جزءًا أساسيًا من الفشل جاء من الداخل, عبر ما يمكن تسميته "التدمير الذاتي". يقوم هذا التدمير الذاتي على محورين مترابطين: الجمود القيادي وإهمال الاستثمار في رأس المال البشري والمعرفي. فمنذ الثمانينات, ظلّت القيادة بيد الجيل المؤسس, دون تداول عمودي يسمح بظهور مقاربات جديدة, ومع الوقت تحوّل وجود هؤلاء القادة إلى ما يشبه "الهالات" غير القابلة للمسّ, ما فرض على الحزب أن يُنشئ مناصب ووحدات أفقية لإرضاء الولاءات, بدل أن يُدخل دماء جديدة ترفده برؤى معاصرة. هذا الجمود جعل الحزب أسير عقلية الماضي في إدارة الحرب. بالتوازي...

بحث - مفقود الأثر: الجسد الغائب، الكوزمولوجيا الإسلامية، وسياسات الفقد لدى الشيعة في لبنان

صورة
مقدمة بعد الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، تم تصنيف عدد من الشهداء ضمن فئة "مفقود الأثر"، أي الشهداء الذين لم يُعثر على جثمانهم. تعيش هذه الشخصيات المفقودة في مساحة بين الظهور والنسيان، والحضور الروحي والغياب الطقسي. في التراث الإسلامي، تنطوي الشهادة على مكافأة إلهية وتأكيد حسّي من خلال الدفن (الجنازة) والذاكرة. ولكن عندما يكون الجسد مفقودًا، كيف تُثبّت الشهادة طقوسيّا، وكيف تحزن العائلات دون وجود خاتمة؟ تستكشف هذه الورقة البحثية كيف تتعامل العائلات الشيعية في جنوب لبنان مع هذا الشكل من الخسارة غير المُحلولة من خلال الكوزمولوجيا الإسلامية، والتكيّف الطقسي، والذاكرة اليومية. استنادًا إلى المقابلات والملاحظات الشخصية، تدرس الورقة كيف يتشكل الحزن عندما يكون الشهيد غائبًا جسدًا ولكنه راسخ في الذاكرة. يتساءل البحث: هل يمكن للمعارف الإسلامية المحيطة بالفقد أن توفر ليس فقط الراحة الروحية، بل أيضًا أدوات مفاهيمية لتحمّل الحزن المُبهم؟ كما يتناول البحث كيفية ترتبط حالة "مفقود الأثر" بتجارب الاختفاء العالمية، مثل حالات الاختفاء القسري في أمريكا اللاتينية. بتتبع هذه الأصد...

ملخّص - الفقيه والدولة: الفكر السياسي الشيعي - فؤاد إبراهيم

صورة
إن السياسة الشرعية الشيعية موضوع فقهي بالدرجة الأولى, وبحسب نيابة الفقيه عن الإمام المعصوم, فإن الفقيه هو وحده الأجدر بصياغة الموقف الشرعي من الدولة. إن الدولة التي يروم الفقيه تدشينها تخضع لمعايير شرعية خاصة, لا شأن لها بالدول العصبوية المتعارف عليها (قبليّة, قوميّة...), وإنما هي دولة تخضع لمعايير فقهية فحسب, وهذه المعايير تمنح الفقيه الولاية على الدولة التي يقيمها. باتت الحزبية الشيعية كإطار متطور لحركة الفقيه في الميدان السياسي وكأداة مستحدثة للوصول الى الدولة, مشدودة الى نوع من المصاهرة الحميمية مع الفقيه لاكتساب مشروعية العمل من أجل إقامة الدولة, إذ بدونها تفقد أي جماعة سياسية مصداقيتها ومشروعيتها وجماهيريتها أيضا. هذا الملخّص هو لكتاب "الفقيه والدولة: الفكر السياسي الشيعي" تأليف فؤاد إبراهيم ماهية الفقيه والدولة الفقه والفقيه الفقه لغة هو العلم بالشيء والفهم له, وعند بعض الأعلام هو التوصل الى علم غائب بعلم شاهد, وقد جعله العرف خاصا بعلم الشريعة. إقتصر دور الفقيه الشيعي بداية على تداول وتعميم الأحاديث النبوية الموثوقة والقطعية الدلالة المروية عن طريق الأئمة الإثني عشر وا...