المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف العرب

رأي - نحو رؤية جديدة للمواجهة

صورة
  مع إعلان اتفاق وقف الحرب الذي رعاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, بدا وكأن الصراع العربي الإسرائيلي يدخل طورًا جديدًا, لا لأن النار خمدت فعلاً, بل لأن ما بعد الصمت يحمل في طيّاته أسئلةً أكبر من الحرب نفسها. لقد أصبح واضحًا, وربما أكثر من أي وقت مضى, أن السعي إلى "زوال إسرائيل" عبر الوسائل العسكرية التقليدية ليس مجرد مسارٍ مسدود, بل هو رهان خاسر منذ البداية. فالعقود التي مضت أثبتت أن موازين القوة المادية والتكنولوجية والسياسية لا تسمح بانتصارٍ عسكري على كيانٍ محميٍّ من القوى الكبرى, ومدعومٍ من منظومةٍ عالمية ترى فيه مشروعها المتقدّم في المنطقة. لكن هذه الحقيقة لا تعني القبول بالأمر الواقع أو رفع الراية البيضاء, بل تدفعنا إلى إعادة النظر جذريًا في مفهوم "المواجهة" ذاته, وإعادة تعريف معنى "المقاومة" بما يتجاوز البندقية إلى أفقٍ أوسع, أكثر تعقيدًا وفاعلية. أولاً: فشل المقاربة العسكرية على مدى أكثر من سبعين عامًا, ظلّت المنطقة العربية تدور في حلقة مفرغة من المواجهات العسكرية المحدودة والانتفاضات الشعبية المتقطّعة, دون أن ينجح أي منها في تغيير بنية المشروع الصه...

رأي - من رعيّة الحاكم إلى رعاية الله

صورة
تمرّ الشعوب، كما الأفراد، بدورات من التجارب والاختبارات. أحيانًا تقودها هذه التجارب إلى التقدّم، وأحيانًا إلى التراجع والانهدام. غير أنّ التراكم، في كلا الحالتين، يُنتج وعيًا جمعيًا جديدًا، ويدفع الجماعات إلى البحث عن مسارات أكثر نجاحًا وديمومة، حتى لو تخلل ذلك الكثير من الإخفاقات. هذه الفكرة نجد جذورها في نظرية الدورات الحضارية عند ابن خلدون، أو في رؤية أرنولد توينبي الذي اعتبر أنّ التحديات الحضارية تستفزّ المجتمعات إمّا للاستجابة الخلّاقة أو للانهيار. لكن الاستجابة الخلّاقة تفترض وجود بيئة تسمح بالتجريب، أي مجالًا عامًا مفتوحًا لتداول الأفكار، نقدها، اختبارها، والتكيف معها بحسب خصوصيات كل مجتمع. المجال العام، كما طوّره يورغن هابرماس، يشكّل شرطًا أساسيًا للتطور الحضاري. ففيه تتواجه التيارات الفكرية والسياسية، ويُختبر ما يصلح للبقاء وما يسقط أمام النقد. وهو بطبيعته ساحة للتعددية، حيث تتنافس قوى ومصالح مختلفة في إنتاج رؤية مشتركة للمستقبل. غير أن ما حدث في العالم العربي منذ انهيار السلطنة العثمانية، يكشف أن هذا المجال لم يُمنح فرصة الاستمرار، بل أُقفل تباعًا بفعل الانقلابات العسكرية، وت...