المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الإسلام

ملخّص - جينيالوجيات الدين: القواعد وعوامل القوة في المسيحيّة والإسلام - طلال أسد

صورة
يغوص هذا الكتاب في قراءة جينيالوجيّة (علم الأنساب) لمفهوم الدين كما تشكّل في التاريخ الغربي الحديث, موضحاً أنّه ليس جوهراً إنسانيّاً ثابتاً, بل نتاج مسارات خاصة في المسيحية الأوروبية, من العصور الوسطى الى الحداثة. إنّ ما يوحّد فصول الكتاب المتنوعة هو أطروحة أساسيّة: أنّ الغرب حين يعرّف الدين, والطقوس, والنقد, والتسامح, يفعل ذلك من موقع سلطة, فيؤسس معايير تبدو كونيّة شاملة, لكنّها في الحقيقة مرتبطة بجذور تاريخية محددة, وتعمل على ضبط الإختلافات الثقافية والدينيّة تحت مظلّة العقلانيّة والعلمنة الحديثة. هذا الملخّص هو لكتاب "جينيالوجيات الدين: القواعد وعوامل القوّة في المسيحيّة والإسلام" تأليف طلال أسد المقدمة تتناول المقالات التي جُمعت في هذا الكتاب شذرات من التاريخ الغربي وغير الغربي, سعيًا لطرح سؤال حول كيفية نشأة المفهوم الحديث ل"الدين", وما الذي لا يزال يُجيزه. لا ينصبُّ اهتمامي على الدين كجوهرٍ عابر للزمن, بل على الطرق التي جعلت بها ظروفٌ تاريخيةٌ مُحددة - وعلى رأسها تاريخ المسيحية في الغرب - "الدين" موضوعًا للمعرفة والتنظيم. من أبرز أوجه عدم التماثل في ...

رأي - من رعيّة الحاكم إلى رعاية الله

صورة
تمرّ الشعوب، كما الأفراد، بدورات من التجارب والاختبارات. أحيانًا تقودها هذه التجارب إلى التقدّم، وأحيانًا إلى التراجع والانهدام. غير أنّ التراكم، في كلا الحالتين، يُنتج وعيًا جمعيًا جديدًا، ويدفع الجماعات إلى البحث عن مسارات أكثر نجاحًا وديمومة، حتى لو تخلل ذلك الكثير من الإخفاقات. هذه الفكرة نجد جذورها في نظرية الدورات الحضارية عند ابن خلدون، أو في رؤية أرنولد توينبي الذي اعتبر أنّ التحديات الحضارية تستفزّ المجتمعات إمّا للاستجابة الخلّاقة أو للانهيار. لكن الاستجابة الخلّاقة تفترض وجود بيئة تسمح بالتجريب، أي مجالًا عامًا مفتوحًا لتداول الأفكار، نقدها، اختبارها، والتكيف معها بحسب خصوصيات كل مجتمع. المجال العام، كما طوّره يورغن هابرماس، يشكّل شرطًا أساسيًا للتطور الحضاري. ففيه تتواجه التيارات الفكرية والسياسية، ويُختبر ما يصلح للبقاء وما يسقط أمام النقد. وهو بطبيعته ساحة للتعددية، حيث تتنافس قوى ومصالح مختلفة في إنتاج رؤية مشتركة للمستقبل. غير أن ما حدث في العالم العربي منذ انهيار السلطنة العثمانية، يكشف أن هذا المجال لم يُمنح فرصة الاستمرار، بل أُقفل تباعًا بفعل الانقلابات العسكرية، وت...

بحث - مفقود الأثر: الجسد الغائب، الكوزمولوجيا الإسلامية، وسياسات الفقد لدى الشيعة في لبنان

صورة
مقدمة بعد الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، تم تصنيف عدد من الشهداء ضمن فئة "مفقود الأثر"، أي الشهداء الذين لم يُعثر على جثمانهم. تعيش هذه الشخصيات المفقودة في مساحة بين الظهور والنسيان، والحضور الروحي والغياب الطقسي. في التراث الإسلامي، تنطوي الشهادة على مكافأة إلهية وتأكيد حسّي من خلال الدفن (الجنازة) والذاكرة. ولكن عندما يكون الجسد مفقودًا، كيف تُثبّت الشهادة طقوسيّا، وكيف تحزن العائلات دون وجود خاتمة؟ تستكشف هذه الورقة البحثية كيف تتعامل العائلات الشيعية في جنوب لبنان مع هذا الشكل من الخسارة غير المُحلولة من خلال الكوزمولوجيا الإسلامية، والتكيّف الطقسي، والذاكرة اليومية. استنادًا إلى المقابلات والملاحظات الشخصية، تدرس الورقة كيف يتشكل الحزن عندما يكون الشهيد غائبًا جسدًا ولكنه راسخ في الذاكرة. يتساءل البحث: هل يمكن للمعارف الإسلامية المحيطة بالفقد أن توفر ليس فقط الراحة الروحية، بل أيضًا أدوات مفاهيمية لتحمّل الحزن المُبهم؟ كما يتناول البحث كيفية ترتبط حالة "مفقود الأثر" بتجارب الاختفاء العالمية، مثل حالات الاختفاء القسري في أمريكا اللاتينية. بتتبع هذه الأصد...

رأي - فليحكم الإخوان!

صورة
  إن الهدف النهائي لأي نشاط سياسي ينبغي أن يكون السعي الى تحقيق حياة أفضل للأفراد في مجتمع معين, في سياق مسعانا البشري للوصول الى السعادة. هذا ما يجب أن يستوطن عقل أصحاب القرار والفاعلين في أي صراع سياسي أينما كان. إن انحراف المشتغلين بالسياسة عن هذا الهدف – تحقيق السعادة – لا يعني فساد السياسة بعينها وبالتالي ابتعادنا عنها, بل يعني ضرورة استمرارنا في محاولة تقويم الإعوجاج كما نراه أو كما يراه غيرنا, في علاقة بينيّة تبادليّة لأفكار متنوّعة. هذه العلاقة تدعونا الى إفساح المجال أمام من يملك الرؤية والأهلية لأن يكون في موقع المسؤولية, وفي حالة المجتمعات الحديثة والمعاصرة التي ترتبط بعقد إجتماعي, يكون إفساح المجال أمام من يملك الأكثرية, وبالتالي تجربة رؤى وتطلعات الأغلبية لإختبار مدى نجاعتها وقابليتها للتطبيق, وفي حال الفشل, يتم الخوض في تجربة أخرى, وهكذا دواليك. في حالة الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية, وفي هذا النص سأصطلح على تسميتها بالمجتمعات المخطوفة, لم يكن التطور السياسي مكتسبا بالتجربة, بل كان بشكل أو آخر محاولة مشوّهة لاستنساخ خلاصات التجربة الأوروبية وتطبيقها على مجتمعا...